مواقف
بقلم: أنيس منصور
هذا خبر: إسرائيل بعد استفتاء شعبي مدني وعسكري اختارت لها طائرا وطنيا هو الهدهد.. وهذا الطائر رأت التوراة أنه طائر نجس لأنه يأكل الديدان لذلك حرمت أكله.. انتهي الخبر.
نفرض أننا نريد أن ننشر الخبر وأن نعلق عليه.. فكيف؟ نحن عادة نستل السكاكين والحناجر للهجوم علي إسرائيل بتسخيف هذه الفكرة.. ولا نري في عملية الاختيار هذه أي شكل من أشكال حرية التعبير أو الديمقراطية.. فقد اختار الشعب الهدهد.. الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.. فقد طلب منه النبي سليمان أن يأتي له بأخبار بلقيس ملكة سبأ.. والآيات القرآنية نموذج رفيع للبلاغة والإيجاز وسرعة الأداء.. ففي سورة النمل قال الهدهد لسليمان: أحطت بما لم تحط به.. وجئتك من سبأ بنبأ يقين.. إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء.. ولها عرش عظيم.. وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله.
لكننا عادة لا نفسر الخبر.. وإذا فسرناه فلكي نجد مناسبة للعن إسرائيل وما تفعله في فلسطين والتآمر علي العرب والإسلام.. ولا نتساءل إن كان لنا أيضا طائر قومي.. هل هو صقر قريش؟ هل نسر صلاح الدين؟ هل هو حورس مصر للطيران؟ وما المعني؟ وهل هذا الطائر كان نتيجة استفتاء شعبي أو أنه قرار من فوق؟ وما الفارق بين الصقر والنسر وحورس والهدهد؟
ومثل هذه المواقف هي المسئولة عن سوء فهم كل ما بيننا وبين خصومنا وأعدائنا.. فنحن لا نري لهم أية ميزة.. ولا نحسب لهم أي حساب.. فلدينا رصيد هائل من الكراهية وبس.. فلا عرفنا ولا نظرنا بموضوعية إلي ما بيننا أو ما يجب أن يكون بيننا!